صفحة 17

تراجع الحمار عن هذه الفكرة وقرّر أن يُواجه مصيره بشجاعةٍ وألاّ يستسلم أبدًا. صعد فوق الرّبوة من جديدٍ ببطنه الخاوية وأخذ يُفكّر في حلولٍ لمعضلاته.

عليه أن يجد ملجأً دافئًا ليحتمي به من برد الليل وهُطول الأمطار وعليه أن يجد حلاًّ ليحفظ طعامه جافًّا ليسدّ به رمقه عند الحاجة. فكّر في مكانٍ يمكن أن يُوفّر له هذه الأساسيّات لكي تستقيم له الحياة حتّى وقع نظره على كهفٍ في الجبل في الجزء المقابل من الغابة خلف النّهر فقفز فَرحًا وهو يصيح " سأجعل من ذلك الكهف منزلي الجديد. سأنام فيه ليلاً وسَأُخبّئ فيه بعض الأعشاب لأحفظها من الأمطار." ولكن تذكّر أنّه رأى بالأمس في ذلك الجانب ضباعًا مخيفةً وأنّه كان قد قرّر ألّا يعبر ذلك النّهر أبدًا فبهت وجهه من جديدٍ واختفت شرارة الانتصار من عينيه ليجلس القُرفصاء ويعود للتّفكير.

الرّئيسيّة

الفهرس