صفحة 10

ركض ثمّ ركض إلى أن وصل أخيرًا إلى السّهل الأخضر أمام الغابة. وقف فجأةً وتسمّر في مكانه. لم يكن خوفًا ولا تردّدًا وإنّما أراد أن يعيش هذه اللّحظة المجيدة بخطواتٍ ثابتةٍ واثقةٍ. نظر إلى الأشجار الكثيفة المُتلاصقةِ الأغصان. رأى وكأنها تفتح أحضانها لاستقباله وكأن أوراقها التي يُداعبها النّسيم تُلوّح له وتدعوه إلى الدُّخول.

دون أن يلتفت خلفه ودون تردّد تقدّم نحو الغابة وأحلام اليقظة الورديّة تُداعب مُخيّلته. تقدّم وكلّه شوقٌ للحياة التي تنتظره في هذه الأرض الجديدة.

بمجرّد أن خطا خطواته الأولى داخل الغابة حتّى أخذ في الرّكض من جديدٍ ولكن هذه المرّة في كلّ الاتجاهات ودون أن يكون له مقصدٌ محدّدٌ ودون أن يهتمّ إذا كان قد أضاع طريق العودة في خِضَمّ هذا المرح العشوائيّ.

أخذ يطوف بالأشجار الطّويلة ويقفز فوق الشُّجيرات ويتمرّغ بين الأزهار ثمّ صعد فوق ربوةٍ عالية تقع في قلب الغابة تُطلّ على أروع مشهدٍ رآه في حياته. وقف هناك وطاف ببصره في كلّ الاتّجاهات ودومًا كانت الغابة هي من تتصدّر المشهد.

الرّئيسيّة

الفهرس