صفحة 7

الحمار:" يا أمّاه وهل تَرْضَيْنَ لي بالذّلّ والمهانة؟ وهل تَرْضَيْنَ لي بِالحزن والشّقاء؟ وهل تَرْضَيْنَ لي بعِيشةٍ كالأموات دون روح؟"

ابتلعت الأتان المسكينة هذه الأسئلة كالسّكينة في حلقها ولاذت بالصّمت فماذا عساها تقول وكيف عساها تُخفّف عن صغيرها.

نام الاثنان استعدادًا ليومٍ جديدٍ حافلٍ بالعمل كما نام كلّ سُكّان هذه القرية الرّيفيّة وعمّ السّكون جميع الأرجاء، ثمّ ماهي إلّا ساعاتٌ حتّى شقّ هذا السّكون صياح الدّيك مُعلنًا حلول الفجر فدبّ نشاط الجميع من جديدٍ.

ولكنّ حمارنا الصّغير كان الأكثر نشاطًا بين الجميع. نسماتُ هذا الصّباح أعادت إليه الرُّوح التي غابت عنه منذ مدّة.

قبل أن يُغادر الإصطبل، طاف ببصره في كلّ ركنٍّ وكلِّ زاويةٍّ حيث وُلد وترعرع فهو لم يعرف له منزلاً غير هذا المكان وأمعن النّظر في أحبّته بحبٍّ وحزنٍ وأَمَلٍ، نظر إليهم نظرةَ المُوَدِّعِ.

الرّئيسيّة

الفهرس