الأتان:" إلى أين ستذهب يا فلذة كبدي؟ ألا تخشى أنْ تأكلك السّباع أو أنْ تقع في بئرٍ عميقةٍ فتدقّ عنقك أو أنْ تغرق في النّهر فتختنق أنفاسك؟"
الحمار:" سأذهب إلى الغابة حيث تعيش كل الحيوانات حُرّةً دون أسيادٍ، حيث لا ذُلَّ ولا مشقّة. سأذهب حيث يمكن أن أعيش وأتنفّس."
الأتان:" إلى الغابة؟ هذا ما كنت أخشاه ǃ هل سمعت يومًا بحمار تمكّن من العيش في الغابة؟ ليس لنا قرونٌ نُدافِعُ بها عن أنفسنا ولا قوائمٌ سريعةٌ لِنفرّ عند الخطر فكيف سيكون لك مكانٌ تعيش فيه هناك؟ هذا إن بقيت حيًّا أصلا وتترك إصطبلاً دافئًا في الشّتاء وباردًا في الصّيف أين يأتيك الطّعام والشّراب فلا تجوع ولا تعرى؟"
الحمار:" أجل إلى الغابة، إلى الدُّروب الشّاسعة والمساحات الخضراء، إلى الهواء العليل الّذي لا يُنَغِّصه استعبادٌ."
الأتان:" يا صغيري الحبيب، إنّي أخافُ عليك مخاطر الغابة وأهوالها."