أنا الّذي يحمل الأثقال ويجرّ المحراث طيلة اليوم يكون هذا جزائي بينما الخرفان التي لا تُقدّم شيئا يكون ذاك نصيبها فكيف يكون نصيبي خيرًا منها؟"
الأتان: " يا صغيري العزيز أنت رأيت الخِراف في لعبها ولهوها ولكن لم ترها عند مذبحها ومسلخها فهي تعيش مُدللّة في المرعى ليس إلاّ لِيُسَمِّنَهَا سيّدها لِيحلو له طعم لحمها بعد ذلك وإن كانت الحمير محرومةً من هذا الدّلال إلاّ أنّ عمرها أطول وبذلك حظّها أوفر، فإن كان اللّجام يُكبّلك يا ولدي فإنّ العسل الّذي تنعم به الغِنمان ليس إلاّ مِصيدتها نحو مصيرٍ محتومٍ لا مفرّ منه. حالٌ كهذه لا يمكن أن تُسمّى بالحرّية بأيّ حالٍ من الأحوال."
الحمار: " حياةٌ سعيدةٌ وإن كانت قصيرةً خيرٌ من حياتي المديدة في الشّقاء."
الأتان: " وهل تظنّ أنّ من يعلم أنّ السّكين ينتظر رقبته يمكن أن يعيش حياةً سعيدةً أو يهنأ له بالٌ؟"